قبَلت إمرأة سواكي..قصة

موضوع: قبَلت إمرأة سواكي..قصة 13/5/2009, 16:07

رجع في ذلك اليوم مبكرا على غير عادته … فتحت له الباب عانقته كما تفعل عادة … قبلها لكنه سرعان ما لاح بوجهه عنها … !! حاولت أن تنظر في عينيه لكنه تفادى النظر إليها … تركها حيرى عند المدخل … و تابع المشي نحو مكتبته الصغيرة … التقط من الرف كتابا … بدأ يقلبه كحال من يريد تفادي النقاش مع من حوله … أرجع الكتاب إلى مكانه … أخذ كتابا آخر …!! بدا يقلبه …تقدمت هي منه … قرأت عنوان الكتاب … بدأت بالمزاح معه … حاولت إضحاكه … رمت برأسها إلى صدره … بدأ يداعب شعرها … لكنه فجأة تركها و ذهب… جلس على الأريكة … أمسك جهاز التحكم عن بعد … بدأ يقلب القنوات … كانت تشعر أنه مجهد أو متعب أو أن شيئا ما يؤرقه … لكنها لم تعتد السؤال الذي يتعبه … ليس لأنها كباقي النساء … لكنها تعرف أنه يعشقها … و أنه لم يحب يوما امرأة سواها … لذلك كل ما عدا ذلك قد يبدو عاديا و لأنها أيضا تعي تماما أنه يتحول إلى طفل صغير بين يديها .. يخبرها بكل شي عندما يحين المساء و يضع رأسه بين يديها …!!

تركته حائرا بين كلمات توشك أن تنطلق و بين نظرات يتطاير الدمع منها … نظرت إليه بطرف عينيها و هي تعد القهوة … وجدت جهاز التحكم يهتز بين يديه … !! تعرف أنه لن يطيل الصمت أكثر … !!

أحضرت القهوة … سكبت فنجانا له … أخبرته ما كان من يومها … داعبت أصابعه … تراجع هو إلى الوراء قليلا … !! لم تغضب لأن الحقيقة الوحيدة الموجودة هي حبه الجنوني لها … لكن ما المشكل … و لماذا الدمع يحترق في عينيه … !!

شرب القهوة … توجه إلى حيث الباب و خرج …!! حاولت أن توقفه … لكنه غادر دون أن ينظر إلى الوراء …!! رجعت …جلست … بدأ الفضول يسيطر على ما تبقى من الوقت الفاصل بين نظراته و نظراتها …!! لم تشأ أن تطلق العنان لتفكيرها كي لا تقتلها ساعات الانتظار … !! كسر جمود شفاهها صوت رنين الهاتف ..فإذا بها رسالة نصية ..تقول " أعتذر حبيبتي … !! "

عن ماذا يعتذر ..؟؟! ربما عن تصرفاته معها … لكنه ربما يكون هناك ما يشغله … أو مشكل ما مع أصدقائه أو ربما أخوته … !!

أمسكت الهاتف النقال كتبت الرسالة التالية … " لا عليك حبيبي …!! لكن تأكد أن هناك صدرا دافئا ينتظرك … و قلبا عاشقا عرف الحب على يديك …!! "

أرسلت الرسالة … أكملت ما كانت تعمل به … !!

بعد مضي ساعتين … رجع إليها … ابتسمت له … أقبل إليها … عانقها بحرارة …!! جلسا على الأريكة … أغمض عينيه .. وضع رأسه بين يديها … و كأنما كانا كرسي الاعتراف … !!

- تعلمين أني أحبك …؟؟ و أني لم أحب يوما سيدة سواك ..؟؟!!

- أعرف و لكن لماذا تسأل …؟؟!

- أريدك أن تعرفي أنني لا أستطيع أن أعيش بدونك ..!!

بدأت تلتقط أنفاسها … ترى ما به … هل زار طبيبا و اخبره بشيء ما أقلقه و أرهقه…!!

- و أنا لا يمكن أن أتصور عالما بدون رائحتك …!!

- هل قلبك يتسع لحماقاتي …؟؟

- أنت طفلي المدلل … !!

- هل تغفرين خطيئتي …!!

- و هل تخطئ … أنت ملاكي الصغير …!!

- لكنني أود الاعتراف بشيء خطير لكنني لم أقصده …!!

قالت له ممازحة …

- هل تزوجت سيدة أخرى …!!

الصق رأسه بيديها و بدأ يبكي … !!

- آه …كم أنا أحمق …!!

- هيا…!! قل يا طفلي الصغير … ما الذي يرهقك …؟؟!

تنهد بعمق …رفع رأسه … كانت الدموع تنساب من عينيه … أمسكت وجهه و بدأت بالبكاء معه … تعانقا و كل منهما يبكي …

في لحظة ضعف قال لها …

- لقد قبلت سيدة أخرى سواك …!!

أرجعت رأسها للوراء قليلا … نظرت إليه .. نظر إلى حيث الجهة الأخرى …!!

- أتمازحني ..؟؟!!

- بل أعترف بخطيئة كادت تقتلني …!!

- و كنت تجالسني و أنت تقابل أخرى …؟؟!

- لا … لم أعرف يوما حبا سواك … و لم التقها إلا اليوم … منذها و أنا أحترق …!!

- هل أنت جاد أم أنك تعبث معي …!!

- بل أحمق أقترف خطيئة … يرجوك أن تغفري له …!!

- كيف كان ذلك …؟؟!

- اليوم صباحا و بينما أنا ذاهب لعملي … صعدت المصعد .. صعدت معي سيدة … كانت تلقي على التحية أحيانا إذ أنها تعمل في ذات المبنى .. كانت أرد بابتسامة نوع من المجاملة … !! اليوم بدأت بالحديث … لم أعرها بالا … لكنها بجراءة لم أعتدها يوما … اقتربت و ………..!!

- لا تكمل …!!

- لكنني تملصت من بين يديها …و عدت أدراجي إليك …!!

دون أن تنطق بشيء ما … ذهبت إلى غرفة النوم … ارتدت ملابسها و خرجت … حاول أن يثنيها لكنها طلبت منه أن يتركها …!!

مرت ساعات … اتصل بها … بعث عشرات الرسائل لكنها لا ترد … أراد أن يتصل بصديقاتها لكنه كان يعي أنها لا يمكن تخبر أحدا بأسرارهما مهما كانت غاضبة ومهما كانت يائسة …!!

كان الغروب على وشك أن يكون … لكنها لم تعد … ظل صامتا يفكر أي قرار قد ينتظره … و أين ذهبت …!!

غادر المنزل … استقل سيارته … كان يعرف أنها ستكون هناك … نزل … أقترب منها … سمع بكاءها …سمع صوت الأمواج أمامها … تمنى لو أنه يموت الآن بين يديها … !! وقف أمامها … ظل يبرر لها ما حدث … كان يريد أن يضمها … لكنها كانت تتفادى النظر إليه …

- لكنني لك… لم أحب سواك …!!

لم ترد عليه … مشت قليلا … توقفت …

- أتذكر هذا البحر … ؟؟ أتذكر كلماتك لي … و عودك … عناقنا … أيدينا حين تتشابك …؟؟!

- ما زلت أتذكر أنفاسك … لكنني أتيه عندما تبتعدين …!!

بعدها ظل يتحدث و ظلت هي صامتة … قال لها

- مشتاق أن أعود لك …!!

- هل تصدق أن نعود كما كنا ..؟؟!!

- مشتاق أن أبكي بين يديك …!!

- لم تعد طفلي المدلل …!!

- لكنني لا أعيش بعيدا عنك ..!! أرجوك … أنت حلمي الجميل في هذه الحياة … أنت ملاذي حين تزدحم على الدنيا …!!

- لكنك ….!!

- أرجوك لا تكملي … !!

اقترب منها … أمسكها يديها … قبلهما … ضمها بقوة … لم تنطق بكلمة … أسلمت رأسها إليه … و ظلا يبكيان ….!!

أعجبتني فنقلتها على امل ان تروق لكم وتعجبكم.

موضوع: رد: قبَلت إمرأة سواكي..قصة 14/5/2009, 11:33

اكثر شيء يجرح كرامة وقلب المرأة هي الخيانة ورغم انه لم يبادر ولم يخطىء انما جرح كبريئها وكرامتها.لما نحب ممكن نسامح وهي بالاخر سامحته.حلوة القصة ولها معنى ما يشعر فيه الا مين عرف الخيانة.مشكور اخ جهاد

» نين إمرأة كسرها الحب
» لماذا يتسع قلب الرجل لأكثر من إمرأة ؟