ما بالُك تعودُ إليَّ متدثِّراً ثياب الإنكسارِ والألم
حاملاً ملايينَ الخيبات ..
ترتمي عندَ أعتابِ حبّي المُعتّق
وفؤادُكَ يعتصرُ ألماً يحملُه وجرحاً يحتاجُ آلافَ السنين ليندمل
وتنشدُ عندي الآمان والحنان الذي لطالما دثّرتُكَ بهما حينما كنتَ في روحي تبات
لم تشُكَّ يوماً بصدقِ مشاعري تجاهك
بحبي النبيل السامي .. بودِّيَ الطاهر
وكنت متأكداً دوماً
لأنني في معابد العشق نذرتُ لكَ نفسي وقدَّمتُ روحي قرباناً
وأشهدتُ عليّ الطبيعه والعصافير والسحاب
قطعتُ عهداً الاّ يحِنُّ كبريائي لعطرِ رجلٍ غيرك
وأنه لن يقتحم إيّاي سواك ...
سوى طيفُكَ السّاكن في مُقلتيَّ
لم تنسَ هذا حينَ لاحَ أمامَ ناظريكَ فستانُ أنثى تبلل بالوهم
لكنّك ذهبتَ ملوّحاً بالوداعِ بذراعيك
لم تعلم حينها أنّكَ في كلِّ خطوةٍ خطوتها نحوها كانت سكينُ غدركَ تغوصُ للأعماقِ في أعماقي
لم تعلمْ أنَّ قلبي حينها إستقطر دمَ الوريدِ الذي لطالما سكنته ..
كفراشةٍ أحرقها الضوء المتوهج تتلوّى من حرارةِ لهيبِ النورِ حاولتُ إستبقاءَ بضعِ قطراتٍ لتبقى فيّ تسكنني
لأحمي ذكراكَ من التلاشي .. لأمنعها من الرحيل
أوصدْتُ أبواب قلبي علّك إن عُدتَ يفوحُ عطرك المتبقي في حنايا روحي
لكنّك آثَرْتَ الرّحيل
أيُّ حبٍّ وحنانٍ وهبتكَ تلك ..أيُّ أمانٍ حملت لك ؟
ألم تدري أنّكَ مهما فتَّشتَ في وجوهِ النساءِ والعذارى لن تجد من تحبُّكَ مثلي ؟؟!!
وتقدِّسُ عشقَها لكَ مثلي !! وتُعطيكَ حناني
أوَلَمْ تدرِ أنّها ما من إمرأةٍ أخرى تملِكُ حبي وعشقي وحناني !!
تركتني عالقةً بينَ سؤالٍ وإجابة .. أشمُّ رائحةَ اللغطِ والكلام ...
تركتني عندَ قارعة الطريقِ أجمعُ شظايا قلبٍ تحطّم .. لذكرى .. لسرابٍ .. لدخانٍ .. وأوهام
لأكثر من إحتمالٍ وأحلام!!
لم تدرِ أنني حزمتُ حقيبة خيبتي وأضعتُها عمداً وسط الزحام ؟
ظننتَ برحيلكَ غروري سينكسر وشموخي سيتبعثَرُ في الظلام
نسيتَ أنني إمرأة متمرِّدة ترفضُ أن تتحوّلَ لغمام
إنكساري شموخٌ وروحي يعتمِرُها السلام
تخبئ أنوثتها المذبوحةَ مثلما تفعَلُ بالفراخِ الحمام
تُطلِقُ رائحةَ الياسمينِ حولها .. والنعناعَ .. والجوري .. والقرنفلَ والخُزام
نسيتَ أن النظر للوردِ يستهويني ويبدِّد حزني ويختصرَ إنفعالي ويحمي روحي من الألآم؟؟!!
ماذا تحسبني فاعلة .. وأنوثتي من قسوةِ الأيامِ وغدرِكَ باتت جلموداً ..
رماداً ..
ثلجاً ..
تباتُ في حقيبةِ سفرٍ مع زجاجة عطرٍ فارِغةٍ أهديتُكَ إياها يوماً
ها قد عُدتَ اليومَ
لكنّكَ أضعتَ عنوانَ إقامتي ... ولا دربَ يوصِلُكَ عرشَ قلبي المُنكَسِرِ
فأنا قد أجهضْتُ حبّك
ورميتُ خاتمكَ في آخر محطاتِ الهوى .. حيثُ إلتقينا يوماً ... حيثُ إفترقنا
ما عادَ أمرُكَ يعنيني ... وما عادَ صهيلُ كلامِكَ يُدندِنُ ألحاناً في مسمعي ..تغويني
فلا تأتيني مُنكسراً ..
مُكتئباً ..
مُنطوياً ..
مُتحسِّراً ..
فالحُزْنُ الذي صنعت منه أيامي يوماً ... لم يعُدْ مضجعي
وخريطة حياتي تبدَّلت
قهوتي المُرَّةُ باتت بسُكّر بعدَ أندفنْتُ حُبَّكَ في مقابرِ النسيان
فارحل .. عُد إليها
يستحيلُ أن تجتمع شظايا قلبٍ ببقايا إنسان