الدعاء مخ العبادة
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( سلوا الله مــن فضله، فإن الله يحبّ ان يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفــرج ) رواه الترمذي.
ما نراه في أيامنا من تصرّفات بعض المسلمين، يدمــي ويفطر القلب حزناً وألماً من خطأ اللجوء لغير الله في السؤال والدّعاء، وفي معظم الأحيان يكون عن جهل فــي أمور الدين، فكثيراً مـا نــرى إنساناً ضاقت بــه سبل الحياة يتّجه فوراً لصديــق أو قريب أو صاحب عمـل، ليستعين بــه ويستجديه علــى حاجته، وعندما لا يجد حلاً وإعانة مــن أحد وتغلق الأبواب في وجهه، يتجه لسؤال الله ودّعائه .
والأجدى أن يسأل الإنسان ربه أولاً، لا العبــاد، فـهو الذي سيسخّر له الآخرين بمشيئة منه جلّ وعلى، ويفرّج كربته، ووجب على المسلم أن يعرف خالقه ويتذكّره في أيام رخائه وصحّته أولاً ويشكـره على نعمه عليه لتدوم، لا أن يتذكّر ويلجأ إلى الله فقط في الشدّة والمرض والضرّاء، قال عليه الصلاة والسلام : ( من سرّه أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدّعاء في الرّخاء ) رواه الترمذي.
وللدّعاء آداب يجب على المسلم إتباعها لتستجاب دعواته: أن لا يبدأ دعاءه بالسؤال وإنما يبدأه بذكر الله والصلاة والسلام علـى رسوله عليه الصلاة والسلام، ثمّ يسأل حاجته ويختم الدّعاء بحمد الله والصلاة والسلام علـى رسول الله .. وأن يكون الدّعاء في غير معصية الله ولا بقطيعة رحم أو شـرّ على نفسه وماله وأهله .
أن يكون المسلم على طهارة، ويدعو بخشوع وتضرّع ورغبة ورهبة وبكاء وصفاء بالقلب وتذلّل لله تعالى. وأن لا يـملّ التكرار والإلحاح ولا يخالطه اليأس في الإجابة، قال صلى الله عليه وسلم
لا تعجزوا فـي الدّعاء ، فإنّه لن يهلك مـع الدّعاء أحد ) رواه ابن حبّان في صحيحة .
ومع أن الدعاء مستحبّ ومـطلوب فـي كـلّ الأوقات لانه مخّ العبادة ، إلا أنّ هناك أوقاتا يستحبّ فيها الدّعاء : كيوم عرفـة .. وشهر رمـضان.. ووقـت الجهاد .. وأيـّام الجمع .. وعــند إقامـة الصـلاة .. وبين كـلّ آذان وإقامة للصلاة .. وبعد الصلوات .. وأفضلها وأقربها إلى الله في السجود فهي تكون في قمّة التذلّل والإخلاص .. وفي جوف الليل والناس نيام .